كما يتضح في العديد من التفاعلات بخصوص حصيلة عمل المكتب الجامعي الذي يشرف على تسيير شؤون كرة القدم التونسية فان أبرز المآخذ تتعلق بالبنية التحتية وخاصة حالة العشب في الملاعب التي تحتضن مقابلات الرابطة المحترفة الأولى والثانية.
وإن كان لهذه المآخذ ما يبررها بحكم إنعكاسها المباشر على المستوى الفني للمباريات بالاضافة إلى المخاطر التي تمثّلها على سلامة اللاعبين بحكم إمكانية تعرضهم لإصابات مرتبطة بصفة مباشرة بأرضية الميدان فان الجامعة لا دخل لها من قريب أو من بعيد بمسألة الملاعب الرياضية.
فملكية الملاعب ومسؤولية صيانتها تعود إلى الحي الوطني الرياضي بخصوص ملعبي رادس والمنزه أو إلى البلديات بخصوص بقيّة الملاعب.
ولا شكّ أن وضعيّة البلديات خلال فترة إشراف النيابات الخصوصية وتقلّص مواردها المادية وربّما تراجع موقع الرياضة في سلّم أولوياتها وكذلك غياب الإطار المؤهل لصيانة العشب والعناية به كانت لها أسوأ الانعكاسات على حالة العشب في الملاعب التي تستغلها أندية النخبة.
ولعلّ من طرائف الأمور أن الملعب المعشب المتواجد في مقر الجامعة التي تتحكم في منفذ الدخول إليه تعود ملكيته أيضا إلى الحي الوطني الرياضي وقد وعدت وزارة شؤون الشباب والرياضة بتدارك هذه الوضعية الغريبة ووضعه تحت ملكية الجامعة حتى تتمكن من إعادة تعشيبه بأحدث التقنيات المتوفرة في المجال ووضعه على ذمّة المنتخب الوطني.
كما أن الجامعة كانت إقترحت إثر زيارة ميدانية بتاريخ 10 جانفي 2019 كراء ملعب الشاذلي زويتن المغلق منذ فترة طويلة لمدّة ثلاثين سنة مقابل التعهّد بتعشيبه وصيانته وفق المعايير العالميّة ، علما أن الجامعة لم تتلقى إلى حد هذه الساعة أي رد يتعلق بهذا المقترح ..
وحرصا على المساهمة في إيجاد الحلول الكفيلة بتدارك الوضعية السيئة لأغلبية الملاعب لم تبق الجامعة مكتوفة الأيدي بل بادرت بجلب خبير فرنسي مشهود له بالكفاءة تولّى خلال يومي 2 و 3 فيفري 2019 معاينة ملاعب رادس وباردو وبنزرت والقيروان والمنستير وموافاة الجامعة بكشف مفصّل أحالته بدورها على الوزارة المعنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وسعيا إلى توفير حلول بديلة والاستئناس بتجارب مغايرة يزور تونس في الأيام القليلة القادمة بدعوة من الجامعة خبير من المدرسة الألمانية قصد تقديم عرض إضافي يوفّر فرصة الاختيار بين العرض الأفضل فنيّا وماديّا.
ولا شك أن مثل هذه المبادرات وغيرها وما تمارسه الأندية الرياضية وأنصارها من ضغوطات على الجماعات المحلية ومساهمة الاعلام في تحسيس الرأي العام بخطورة الاشكال المطروح سيساهم في تحسين الوضع حتى تكون البنية الأساسية في مستوى المكاسب والإنجازات التي ما فتئت تحققها الكرة التونسية.